علاج الأورام السرطانية

علاج الأورام السرطانية
ما هي الأورام السرطانية ؟
يقصد بالأورام السرطانية نمو الخلايا داخل أنسجة الجسم وإنقسامها على نحو عشوائي غير ممنهج ، لتنتشر بعد ذلك إلى الأنسجة السليمة المحيطة بهدف تدميرها ، أو تنتشر بعيدا من خلال الدم أو الأوعية اللميفاوية إلى الأنسجة والأعضاء الحيوية بالجسم كالكبد والمخ والرئتين ، وهو ما يهدد حياة المريض على نحو مباشر .
ما هو سبب الإصابة بالأورام السرطانية ؟
لايزال السبب الفعلي للسرطان غير واضح حتى لحظة كتابة هذه السطور ، وإن أشارت بعض الدراسات الجادة التي أجريت في هذا الشأن إلى أن العامل الجيني يلعب دورا هاما في مسألة الإصابة بالسرطان ، حيث ينبغي أن يتواجد الجين المسبب للسرطان لحدوث الإصابة . كذلك فإن العامل الوراثي يلعب دورا هاما في حدوث الإصابة بأنواع معينة من السرطان كسرطان الثدي والبنكرياس على سبيل المثال . أيضا وعلى سياق متصل هناك بعض العوامل التي قد تكون سببا في زيادة إحتمالية الإصابة بالسرطان ، منها على سبيل المثال لا الحصر : الإفراط في التدخين في حالات سرطان الرئة والمثانة ، كثرة التعرض لأشعة الشمس والإصابة بالحروق الشمسية في حالات سرطان الجلد ( الميلانوما ) ، الإصابة بإلتهاب القولون التقرحي في حالات سرطان القولون والمستقيم .. إلخ .
ما هي الأعراض المرضية للأورام السرطانية ؟
تختلف الأعراض المرضية التي تسببها الأورام السرطانية تبعا للأنسجة والأعضاء المصابة ، إذ يلاحظ وجود قئ دموي في حالات سرطان المعدة أو المرئ ، أو بحة الصوت وإحتقان الحلق في حالات سرطان الحنجرة أو البلعوم ، كذلك فان نزول دم من فتحة الشرج يشير إلى إحتمالية الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم .. وهكذا . لكن عموما هناك بعض الأعراض المرضية العامة التي يشير وجودها إلى إحتمالية الإصابة بالسرطان ، ولاسيما إذا كانت مقرونة بالأعراض المرضية الخاصة بالعضو المحتمل إصابته ، وتشتمل هذه الأعراض العامة على ما يلي ..
- الشعور بالتعب والإرهاق على نحو مستمر دون وجود أي علة مرضية ظاهرية تفسر الأمر .
- إنعدام الشهية نحو الطعام .
- الإصابة بالشحوب المصحوب بتناقص وزن الجسم على نحو ملحوظ خلال وقت وجيز .
- الإصابة بالإضطرابات الهضمية المصحوبة غالبا بالإسهال أو الإمساك .
- إرتفاع درجة حرارة الجسم .
كيف يمكن تشخيص الأورام السرطانية ؟
لايمكن الإعتماد على الأعراض المرضية فحسب في تشخيص الأورام السرطانية ، إذ يقتصر دورها كعلامة تحذيرية تشير إلى وجود إحتمال قائم للإصابة بالسرطان ، وتظل الفحوصات المعملية والإختبارات التشخيصية هي السبيل الوحيد للتشخيص الفعلي للسرطان ، فضلا عن تحديد موضع الإصابة ومدى الإنتشار بالجسم ، وهي المعطيات التي بمقتضاها يتم تحديد الخيارات العلاجية المناسبة ، وعموما يتم تشخيص الأورام السرطانية من خلال ما يلي ..
- إختبار دلالات الأورام .
- الفحص بإستخدام الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني .
- المنظار التشخيصي .
- أخذ خزعة ( عينة نسيجية ) وإخضاعها للفحص النسيجي المعملي .
ويجدر بنا الإشارة أن الكشف المبكر عن الأورام يسهم في زيادة فرص ومعدلات الشفاء ، لذا ينصح بسرعة إجراء الإختبارات التشخيصية في حالة الإشتباه بالإصابة . كذلك ولنفس السبب ، ينصح بالمتابعة الطبية الدورية للأشخاص الذين يحملون تاريخا مرضيا عائليا يشير إلى الإصابة بأي من الأوراط السرطانية .
ما هي الخيارات العلاجية المتاحة للأورام السرطانية ؟
يظل الطبيب المعالج هو صاحب القرار فيما يتعلق بحيثيات الخطة العلاجية المقررة لمريض السرطان ، ويستند الطبيب المعالج في تفاصيل الخطة العلاجية المقررة على نتائج الفحوصات المعملية والإختبارات التشخيصية التي تعطيه صورة مفصلة ودقيقة لحجم الورم وعدده وموضعه ومدى إنتشاره ، فضلا عن تأثيره على الحالة الصحية للمريض . وتنقسم الخيارات العلاجية للأورام السرطانية إلى ما يلي ..
- الخيار الجراحي : يعتبر هو الخيار العلاجي الأمثل لجميع أنواع الأورام السرطانية ( بإستثناء سرطان الدم ) ما لم تنتشر هذه الأورام إلى أنسجة الجسم من خلال الدم أو الليمف . أيضا قد تكون الجراحة خطوة أولية قد يعقبها اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لإستكمال عملية العلاج . كذلك قد يتم اللجوء إلى الخيار الجراحي للحد من الأعراض التي يسببها الورم ، كما في حالات الضغط على الحبل الشوكي أو إنسداد الأمعاء التي قد تنشأ نتيجة زيادة حجم الورم . ولعل أبرز العمليات الجراحية التي تستخدم للقضاء على السرطان .. إستئصال الثدي الكلي أو الجزئي في حالات سرطان الثدي ، إستئصال البروستاتا سواء بصورة كلية أو جزئية في حالات سرطان البروستاتا .. إلخ .
- العلاج الإشعاعي : هو عبارة عن أشعة متأينة يتم إطلاقها لإستهداف الخلايا السرطانية وتقليصها وتثبيطها وظيفيا من خلال إتلاف مادتها الوراثية . يعيب هذه الطريقة أنها قد تتسبب أحيانا في تلف الأنسجة السليمة المحيطة بالخلايا السرطانية ، لكن لحسن الحظ فإن هذا الضرر الإشعاعي الناتج على الأنسجة السليمة يزول تدريجيا لتتعافي الأنسجة المصابة على نحو تام . يمكن إستخدام العلاج الإشعاعي على كافة الأورام السرطانية بما فيها سرطان الدم والليمف ، ويتم تقدير جرعة الإشعاع طبقا لنوع النسيج المصاب وحجم الورم ومدى إنتشاره .
- العلاج الكيماوي : هي عبارة عن مستحضرات دوائية تتواجد في صورة الحقن العضلي أو الوريدي أو تؤخذ من خلال الفم ، حيث تقوم بتدمير الخلايا السرطانية وفق آليه تشبه كثيرا العلاج الإشعاعي لكن بصورة أكثر موضعية . يعيب هذه الطريقة أن هناك أورام معينة تستلزم جرعات عالية ومركزة من العلاج الكيماوي ، وهو ما قد يتسبب في تلف النخاع العظمي ، مما يستلزم زرع نخاع عظمي أو خلايا جذعية جديدة من متبرع مطابق نسيجيا للمريض .
- وسائل علاجية أقل شيوعا وأضعف تأثيرا ، مثل : العلاج بالأجسام المضادة ، العلاج الهرموني ( محاربة الهرمونات التي تمثل مصدر تغذية الخلايا السرطانية ) ، العلاج المناعي ( تقوية الجهاز المناعي للقضاء على الخلايا السرطانية ) .. إلخ .
- العلاج الأورام السرطانية بإستخدام اشعة جاما نايف حيث اثبتت فعاليتها خاصة في علاج اورام الدماغ حيث يتم القضاء على الورم بواسطة الأشعة بدون إجراء اي عمليات جراجية.
قراءة المزيد عن الأورام
اجراء فحص طبي شامل للأورام السرطانية