التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep TMS) ودوره في علاج الإدمان

التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep TMS) ودوره في علاج الإدمان
التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation – DBS) هو إجراء طبي يستخدم لعلاج بعض الاضطرابات العصبية المزمنة مثل مرض باركنسون والرعاش التأتبي واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط والاكتئاب المقاوم للعلاج. يعمل هذا الإجراء عن طريق إرسال إشارات كهربائية موجهة إلى مناطق معينة داخل الدماغ باستخدام جهاز زرع الكهرباء.
يتم إجراء التحفيز المغناطيسي العميق عبر زرع رقاقات رقيقة في الدماغ، ثم يوصل هذا الزرع إلى جهاز استقبال يوضع تحت الجلد في منطقة الصدر أو البطن. يقوم الجهاز بإرسال نبضات كهربائية مستمرة ومنتظمة إلى الدماغ لتنظيم النشاط العصبي وتقليل الأعراض المرتبطة بالاضطرابات العصبية.
تحديد ما إذا كان التحفيز المغناطيسي العميق مناسبًا لحالتك يتطلب تقييم متخصص من قبل فريق طبي متخصص. قد يتم اختبار فعالية DBS من خلال تجربة مؤقتة باستخدام أجهزة خارجية قبل القرار النهائي بالزرع. يراجع الأطباء التاريخ الطبي للمريض ويقومون بتقييم شامل للأعراض والتشخيص لتحديد ما إذا كان التحفيز المغناطيسي العميق سيكون فعالاً وآمناً لحالة المريض.
تكاليف التحفيز المغناطيسي العميق والإجراء ذاته يختلفان من بلد لآخر ومن مركز طبي إلى آخر. قد تتطلب تكاليف الجراحة والجهاز وزيارات متابعة دورية بعد العملية. ينبغي عليك التشاور مع فريق طبي مختص لتقدير التكاليف والمزيد من المعلومات المحددة لحالتك.
الحديث عن هذا الموضوع يتطلب بداية الحديث عن ماهية الإدمان والهدف الذي يسعى الطاقم الطبي المُعالج للشخص المدمن إلى الوصول إليه.
أولاً وقبل كل شي الإدمان مرض يتربط بالدماغ ويؤدي إلى خلل أو ضعف في الخلايا الدماغية، وهو عبارة (أي الإدمان)عن إضطراب في السلوك يحصل نتيجة إستخدام المريض لمادة معينة أو إعتياده على سلوك أو عادة معينة، فيسبب بعد مرور فترة زمنية محددة إعتياد على إستخدام هذه المادة أو على ممارسة هذا السلوك. والنقطة المهمة في الإدمان أن المريض لا يستطيع بعد فترة من الزمن التخلص من المادة التي يستعملها أو تركها بمحض إرادته. والمريض في بداية الأمر يكون على إعتقاد مفاده أنه بإمكانه أن يتخلص من المادة التي قرر أن يستعملها بمحض إرادته لكنه وبعد إعتياد الجسم على هذه المادة لا يستطيع هذا المريض أن يترك هذه المادة.
الهدف الأساسي الذي يحاول الطاقم الطبي المعالج للحالة الوصول إليه هو أولاً تامين خروج المادة المستخدمة “مسببة الإدمان” خارج الجسم ثم بعد ذلك محاولة التخلص من حاجة الجسم لهذه المادة أو تقليل الرغبة في الحاجة إليها إلى الحد الأدنى. وهذا يتم عن طريق إصلاح إستجابة الخلايا الدماغية التي أصابها الخلل نتيجة تعاطي المادة المخدرة.
من أجل ذلك كله يقوم الطاقم الطبي بإستخدام الأدوية والعلاج النفسي الفردي والجماعي لكي يحقق الهدف الأساسي الذي يشكل أهم مرحلة في العلاج. أحياناً تكون إستجابة المريض للأدوية والعلاج النفسي قليلة، وأحيانا لا يحدث إستجابة وهذا يتوقف على عوامل كثيرة منها: نوعية المادة المستخدمة، كمية الجرعة التي يستخدمها المريض والفترة الزمنية لإستخدام المريض لهذه المادة
في حال كانت إستجابة المريض للأدوية والعلاج النفسي قليلة أو معدومة يلجأ الطاقم الطبي في لما يسمى ببتقنية التحفيز مغناطيسي للدماغ. وتستخدم هذه التقنية أيضاً كوسيلة لعلاج الإدمان بجانب العلاج بالأدوية والعلاج النفسي. وفي هذه المقالة سنبين ماهية تقنية التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ والهدف منه في علاج الإدمان. وسنوضح آثاره الجانية ومميزاته. ومدى فعاليته في علاج الإدمان والأمراض العصبية والنفسية الأخرى.
- التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep TMS)
التحفيز المغناطيسي للدماغ -Transcranial Magnetic Stimulation- (TMS) نوعين وهما: التحفيز المغناطيسي البسيط (nTMU) والتحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep TMS).
بالتحفيز المغناطيسي للدماغ يتم تحفيز أو تثبيط مناطق معينة في الدماغ للحصول على تحسن في الأعراض. وله فاعلية قوية في علاج الإكتئاب المزمن والإكتئاب الغير مستجيب للأدوية والعديد من الأمراض النفسية الأخرى التي سنذكرها في هذه المقالة
فكرة التحفيز المغناطيسي للدماغ: يتم وضع إطار أو خوذة تحتوي على مجال مغناطيسي في المنطقة العلوية من الرأس ويقوم المجال المغناطيسي المستخدم بإنشاء تيارات تقوم بتحفيز الخلايا العصبية المسؤولة عن الإكتئاب وتعديل المزاج في الدماغ.
التحفيز المغناطيسي البسيط للدماغ: يتم عن طريق إستخدام مجال مغناطيسي قوي ولكنه قصير من الخارج، وهذا المجال يحفز نشاط الدماغ. وهو نمط علاجي يستخدم لعلاج الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ وذلك عن طريق تعريض الخلايا الدماغية إلى مجال مغناطيسي متغير مما يساعد على تحفيز الخلايا الدماغية الضعيفة. وبهذا الشكل يمكن تحفيز خلايا المخ الضعيفة دون الحاجة إلى الجراحة أو إدخال أقطاب للدماغ. ويستخدم في علاج إضطرابات القلق والإكتئاب والعديد من الإضطرابات النفسية والعصبية الأخرى. ويعتبر بديل مناسب للعلاج بالصدمة الكهربائية (ECT).
التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ هو تطبيق يمكنه أن يؤثر على المناطق العميقة في الدماغ. حيث بفضل خصائص الرأس المستخدم في جهاز التحفيز المفناطيسي العميق للدماغ يمكن أن يتم الوصول إلى المناطق العميقة في الدماغ وتحفيزها. ووهناك دراسات تبين دوره الفعال في علاج اضطراب الوسواس القهري وإضطرابات فرط الحركة وإضطرابات نقص الإنتباه لدى البالغين والعديد من الإضرابات الأخرى. ومع مرور الوقت إستخدامه ياخذ أهمية أكثر ويصبح شائع بشكل أكبر.
لقد تم إعتماد التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ في علاج الإكتئاب وإضراب ثنائي القطبية من قبل منظمة إدراة الغذاء والدواء التابعة الأمريكية (FDA) ومنظمة الـ (CE) الأوروبية. ويستخدم هذا الأسلوب العلاجي بصورة أكبر في علاج الإكتئاب في العديد من الدول، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وألمانيا، وتركيا، وبلجيكا، وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية ودول أمريكيا الجنوبية. كما وتوافق منظمة (CE) الأوروبية على إستخدام التحفيز الكهرومغناطيسي العميق للدماغ في علاج الإضطرابات العصبية النفسية، مثل: الإدمان على الكحول، و إدمان الكوكائين، و إدمان السجائر، ومرض الزهايمر، وألم الإعتلال العصبي، ومرض باركنسون، والوسواس القهري، ومرض إنفصام الشخصية، والتصلب المتعدد-تخفيف التعب، وزيادة مهارات الإتصال عند المصابين بالتوحد وغيرها.
في حالات الإدمان أي مناطق في الدماغ يتم تحفيزها بإستخدام التحفيز المغناطيسي العميق؟
جهاز التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ يستطيع أن يصل إلى المناطق العميقة الموجودة في الدماغ ويحفز مناطق مثل Insula, Anterior Cingulate Cortex والتي تلعب دوراً مهماً في الإدمان. وهذه المناطق العميقة التي تلعب دوراً مهماً في الإدمان لا يمكن الوصول إليها بإستخدام تقنية التحفيز المغناطيسي البسيط للدماغ. لذلك في مثل هذه الحالات يتم اللجوء إلى إستخدام تقنية التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ الذي تستطيع الوصول إلى المناطق العميقة في الدماغ وتقوم بتحفيزها، مما يساعد على تقليل الشعور بالحاجة إلى التعاطي وإستخدام المادة المخدرة.
إذا الفرق بين التحفيز المغناطيسي البسيط والعميق هو أنه في العميق تكون الموجات المغناطيسية قادرة على إختراق أعمق وبتركيز أكبر من تلك المستخدمة في جهاز التحفيز المغناطيسي البسيط.
وقد تختلف الحالة من شخص لآخر حتى في الحالات التي ينجم عنها إستخدام لنفس المادة. وهنا تلعب تجربة الطبيب المعالج وخبرته الفنية وقدرته على قياس قابلية تأثير الدواء دوراً مهماً في تحديد طريقة الإستخدام المناسب لهذه التقنية.
دورة العلاج المناسبة
أولا يقرر الطبيب بعد التشخيص ما إذا كانت تقنية التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ ستساهم في تحسن حالة المريض أم لا وبناءً عليه يحدد الطبيب في المجمل من 15 إلى 18 جلسة للمريض. في الأسبوع خمس جلسات. وقد يزيد هذا العدد أو ينقص بناءً على تشخيص الطبي وحالة الشخص المدمن.
كيفية العلاج:
بعد التقييم النفسي والتصوير الوظيفي للدماغ إما باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التخطيط الدماغي الكمي (EEG)، يقوم الطبيب بتحديد المنطقة المناسبة للتطبيق وفقًا لتشخيص مدروس.
يجلس المريض على كرسي ويتم وضع خوذة على الرأس. وتستمر جلسة العلاج من 5 إلى 30 دقيقة حسب إحتياج المريض. يتم فيها توجيه موجات مغناطيسية للدماغ، ويتم تحديد قوة هذه الموجات وترددها من قبل الطبيب تحديداً دقيقاً، ليكون مؤثر في علاج الحالة. ويُنصح المريض في هذه الأثناء في التفكير في المادة المخدرة التي يتعاطاها حتى يتمكن الجهاز من إصلاح تلك المناطق المسؤولة عن الشعور بالحاجة لتعاطي هذه المادة وتحفيزها وومحاولة إرجاعها إلى وضعها الأول قبل البدء في التعاطي.
هل لإستخدام تقنية التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ أي مخاطر:
هذه التقنية تتم دون الحاجة إلى الجراحة أو إلى إدخال أقطاب داخل رأس المريض. كما أنها تتم دون الحاجة إلى أي نوع من أنواع التخدير. لذلك فإن المخاطر المترتبة عليها لا تختلف عن المخاطر المترتبة على التحفيز المفناطيسي البسيط للدماغ. وتتمثل الأثار الجانبية في صداع خفيف وأحياناً ألم خفيف في المكان الذي تم التطبيق فيه. وفي كل الأحوال هذه التقنية لا تترك أي أثر أو ضرر على الدماغ. ويمكن أن نجمل المخاطر الناجمة عن هذه التنقنية في النقاط التالية:
- صداع خفيف يصيب بعض المضى فقط. ويرجع السبب فيه إلى أن تحفيز العضلات في فروة الرأس، ويزول هذا الصداع في غضون بضعة ساعات أو بإستخدام جرحة خفيفة من المسكن.
- إضطرابات في النوم.
- زيادة أو نقص في طاقة الجسم بعد العلاج.
- نوبة صرع وهي نادرة جداً (حسب مستشفى الدماغ NPالثاني أوروبياً والأول على مستوى تركيا فإن من بين 30000 حالة تم علاجها بهذه التقنية في مستشفاهم ثلاث حالات فقط تعرضت لنوبات الصرع).
- مزايا العلاج بتفنية التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ:
- حسب نتائج الأبحاث الطبية فإن العلاج بتقنية التحفيز المغناطيسي العميق تعطي نتائج أكبر وأفضل من العلاج بالتحفيز المغناطيسي البسيط، وأقل من نتائج العلاج بالصدمة الكهربائية للدماغ.
- ليس لها تأثيرات جانبية سوى صداع خفيف في الرأس وهذا الصدع قد يحدث أحياناً.
- تأثير العلاج سريع جداً (عادة ما يمكن أن تُرى النتائج خلال أسبوع).
- لا تتطلب جراحة أو أي تدخل جراحي أخر.
- تتم دون الحاجة إلى التخدير.
- يعامل المريض كمريض خارجي بمعنى أن هذه التقنية لا تتطلب المبيت في المستشفى (ملاحظة: في حالات الإدمان يكون مبيت المريض في المستشفى ليس لهذا السبب، وغنما لأسباب أخرى تتعلق بالبرنامج الطبي المُعد من قبل الطبيب لعلاجع من الإدمان).
- لديها قوة تأثير عالية لتحفيز الخلايا العصبية العميقة التي لا يمكن الوصول إليها بالتحفيز المغناطيسي البسيط.
- لا تستلزم أن يترك المريض العلاجات الأخرى. وبالتالي في العلاج من الإدمان تكون هذه التقنية جزء من برنامج العلاج الذي يتم تحديده للمريض.
- لا يستغرق العلاج بالتحفيز المغناطيسي العميق وقت طويل (عادة ما تستغرق الجلسات من 2-4 أسابيع).
- عادة ما يتحقق هذه التقنية إستجابة بنسبة 15% في مرضى الإكتئاب الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.
- تحديد العلاج والمنطقة المناسبة له بشكل فردي، حيث إن تطبيق العلاج بهذا الشكل يساهم في زيادة فعاليته وتأثيره حسب الحالة الشخصية لكل مريض على حدة.
فوائد التحفيز المغناطيسي العميق للدماغ
تحفيز المغناطيسي العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation – DBS) قد يوفر العديد من الفوائد للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية مزمنة. ومن بين الفوائد الرئيسية لهذا الإجراء:
- تحسين الأعراض: يعمل التحفيز المغناطيسي العميق على تحسين الأعراض المرتبطة بالاضطرابات العصبية مثل الرعاش التأتبي، ومرض باركنسون، واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط. يمكن أن يترافق ذلك مع تقليل الارتجاف والتيبس العضلي والارتعاشات غير الطوعية وتحسين الحركة والتوازن.
- تقليل الاعتماد على الأدوية: قد يساعد التحفيز المغناطيسي العميق على تقليل الحاجة إلى الأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات العصبية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الراحة وتقليل الآثار الجانبية المرتبطة ببعض الأدوية.
- تحسين الحياة اليومية: من خلال تحسين الأعراض وتقليل التشوش الحركي والعصبي، يمكن أن يؤدي التحفيز المغناطيسي العميق إلى تحسين الحياة اليومية للأشخاص المعنيين. قد يسهم في تحسين القدرة على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية والاستقلالية.
- قابلية التعديل والتنظيم: يمكن تعديل وتنظيم إعدادات التحفيز المغناطيسي العميق وفقًا لاحتياجات كل فرد. يمكن للأطباء ضبط التردد والشدة والموقع المستهدف للتحفيز لتحقيق أفضل استجابة للمريض.
عند اتخاذ القرار بالتعافي من الإدمان يمكنكم التواصل مع طاقم أطباء د العقاد بطريقة مباشرة وكل ما عليكم هو تقديم الاستشارة الطبية عبر موقع د العقاد وسيتم فتح قناة اتصال مباشرة بينكم وبين الأطباء والمختصين الموجودين في أقوى المشافي التركية وسيقوم الأطباء بعد الإطلاع على حالتكم الطبية بإعطائكم الخطة العلاجية الكاملة التي تتضمن مراحل العلاج والأسعار وجميع التفاصيل ونضمن لكم نحن د العقاد حصولكم على أفضل الخدمات الطبية والعلاجية في أقوى وأرقى مستشفيات تركيا ونضمن لكم السرية التامة لجميع البيانات والمعلومات التي تخصكم.
لمعلومات أكثر عن الإدمان وآليات علاجه إقرا مقالتنا السابقة من هنا